الجزء الخامس
هل تبحث عن عمل؟
هل تبحث عن فتاة مؤمنة تكون شريكة لحياتك؟
هل تبحث عن مكان مسكن؟
هل تبحث عن حياة ناجحة في بلد أو دولة ناجحة؟
: قبل الإيمان
كان الأب الطبيعي يحكم أسرته بسلطة كبيرة، ويقرّر في جميع المسائل الرئيسية الخاصة بأفراد الأسرة، وكان هذا نمط ليس بموضع نقاش أو اعتراض، فالأب يقرّر ويوجّه في القضايا الكبرى في الحياة. عندما كان شبّان العائلة في الخارج يعملون أو يدرسون، كانوا يبادرون إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بالأعمال الروتينية اليومية، ولا يلجؤون إلى والدهم طلبًا لذلك إنما في القضايا الكبرى في الحياة، مثل اختيار مكان العيش، والمهنة وشريك الحياة، كانوا يعودون لصاحب القرار الأعلى، أي الأب ورب الأسرة الذي يجب دائمًا أن يُؤخَذ برأيه والذي يبنيه بناءً على تجربته الحياتية وخبراته الموروثة والتي قد تكون صالحة لفترة غير طويلة من الزمن وتقاس البنوة على مدى إلتزام الأولاد الأرضيين بتلك التعليمات والتوجيهات
ما هي طريقتك في تخطيط دوائر حياتك وأمورها؟
هل تخطط حياتك بدون صلاة تسبق تخطيطك معتمدًا على فهمك وذكائك وقدرتك؟
هل تخطط حياتك ثم تصلي طالبًا بركة الرب على خطتك؟
هل تصلي طالبًا لإرشاد الرب ثم تضع خطط حياتك وفق إرشاد الروح القدس لك؟
: بعد الإيمان
: أولا التخطيط بعيداً عن الصلاة
إن أغلب الناس يفضلون أن يختاروا هم ويقرروا ثم يطلبون البركة من الرب ولا عجب من هذا لان فيه أصالة الطبيعة البشرية، كثيراً في هذه الأيام نجد من يقول – “افعل ما تجده منطقيًّا وصائبًا”. للأسف عندما نُجرّب، يمكن لأشياء كثيرة (طالما أنها لا تبدو غير أخلاقية بشكل صارخ) أن تبدو منطقية. تحت هذا الإغراء، يمكن أن نبرّر التساهل، والترفيه، والفرص، والمنفعة الشخصية، وهلم جرا. إن هذا يجعلنا فريسة لاستبداد النفس
كم من مرة يدخل المؤمن في دوامة من الفوضى والتشويش لأنه يضع خطط حياته بغير صلاة؟ إننا نرى أكثر من مثال في الكتاب المقدس للنتائج المؤلمة التي يسببها التخطيط بغير صلاة!
ماذا تعني الصلاة؟ وكيف أصلي؟ وهل الرب يسمع صلواتي؟ انظر الملحق (١)
نجد في بداية سفر أعمال الرسل كيف وقع التلاميذ في خطأ الأسلوب المشهور، (أسلوب التخطيط ثم طلب بركة الرب)، قد قال الرب لتلاميذه: “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.” (يوحنا 26:14). “فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي.” (لوقا 49:24)،أما التلاميذ بدلاً من أن ينتظروا حلول الروح القدس لإرشادهم في اختيار البديل ليهوذا “فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ، وَمَتِّيَاسَ.” (أعمال 23:1) وبعد أن وضعوا خطتهم صلوا طالبين بركة الرب “وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ، لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا… ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً.” (أعمال 24:1-26) – ومعروف أن القرعة لم تُمارَس قط بعد حلول الروح القدس-.
إن تخطيط الحياة دون صلاة يعني الاتكال على الفهم البشري المحدود في كل الطرق الرئيسية، والسبل، ومفترقات الطرق والمنعطفات، لأنه بمجرد أن نكفّ عن طلب مشيئة الله المحدّدة لحياتنا، سوف نجد أنفسنا تحت رحمة ميولنا ورغباتنا الشخصية، التي تعمل متضافرة للتأثير على قراراتنا، وسنجد أنه من السهل تبرير أهوائنا والانغماس فيها، وتضيع الأمانة لمشيئة الله أمام ما يحسن في عيننا، وسنبتعد بسهولة عن الدعوات الصعبة والمواقف المزعجة دون البحث في أسباب وجودها في حياتنا والتعلم منها، ونقرأ في كلمة الرب: “تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.” (أمثال 5:3-6)
أحياناً قد يجد البعض نفسه غير فعّال في طلب “مشيئة الله الكاملة”، ويقترف أخطاء كبيرة ولا يصيب الهدف، ويبرّر تلك النتائج الخاطئة بأنها خطة الله (نصيبي ) أو ( أنا شخص غير محظوظ) وحتى البعض قد يسير أبعد من ذلك و يعتبر أن الإيمان هو السبب ( لو كانت غير محاول للسير في طريق الرب (مؤمن ) لكانت وجدت ما طلبت )، و الحقيقة أنه لا يمكن لذلك أن يتفق مع مفهوم سيادة الله، لأن المؤمن لا يخرج أبدًا عن مشيئة الله وإذا فشل في طلب إرشاده الصحيح، وسار بحسب هواه وسقط في تجربة، فهل تكون مشيئة الله أن نعاني من العواقب الوخيمة، ومن الحزن ربما؟ يمكن أن نقول أنه 13وَإذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً. 14وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ يَسْقُطُ فِي التَّجْرِبَةِ حِينَ يَنْدَفِعُ مَخْدُوعاً وَرَاءَ شَهْوَتِهِ. (يعقوب14-13:1).دعونا لا نضيّع الفرص الروحية عند السقوط، دعونا نندفع إلى حضن الآب و نواجه الصعاب بإيمان، لأن هكذا اختبارات تدرّبنا و تصقلنا وتبني ثقة بطرق الرب و استسلام أمام مشيئته.- حتى عندما نخطئ لا نخرج أبدًا عن مشيئته الحكيمة-
: ثانيا ً التخطيط مع الصلاة
هذا هو الأسلوب الكتابي المؤدي لحياة البركة، وممارسته تعني أن تعيش في سلام عاملاً أمورك، ومخططًا لدوائر حياتك حسب خطة الرب قَائِلاً: “يَا أَبِي، إِنْ شِئْتَ أَبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ، لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَتُكَ”
(لوقا 42: 22 ) كانت هذه صرخة الرّب يسوع إلى الآب بينما كان يمثّل شعبه، ويعيش حياة كاملة نيابةً عنهم
وأعلن أيضًا: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ” (يوحنا 5: 19 ).
“فَقَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَا لأُتِمَّ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي” يوحنا) 6: 38( ، “لِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «عِنْدَمَا تُعَلِّقُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَأَنِّي لَا أَعْمَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَقُولُ الْكَلامَ الَّذِي عَلَّمَنِي إِيَّاهُ أَبِي ” يوحنا( 8: 28 ).
هذه الآيات تشكل معاً أساسًا لا يمكن الاستغناء عنه للخضوع لمشيئة الله المعيّنة لحياتنا، ولكن في أغلب الأحيان يكون القلق و الخوف و التشكيك ثمرة حب الخطيئة و التعلق بها ، فيصعب التخلي عن حياة الخلاعة طلباً أو انتظاراً لمشيئة الله، ( اذا تخليت عن هذا كيف أعيش ، كيف أصبر، أين ستضيع خططي ، أحلامي، مشيئتي، لا حتما لن أصمد، إن هذا يحتاج إرادة فولاذية لا أنا ضعيف ! )
إن الرب اعطانا خلاصاً مجانياً ومن العبودية للخطيئة قد حرَّرنا، أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَرْتَكِبُ الْخَطِيئَةَ يَكُونُ عَبْداً لَهَا. 35وَالْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ دَائِماً؛ أَمَّا الاِبْنُ فَيَعِيشُ فِيهِ أَبَداً. 36فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ تَصِيرُوا بِالْحَقِّ أَحْرَاراً” يوحنا( 8: 36 – 34 ).
تخبرنا كلمات الرَّب أنه اختار فدائنا على الصليب لتكون لنا حياة “أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ، بَلْ مِلْءُ الْحَيَاةِ! “يوحنا ( 10:10) في حين أن العديد من الناس لم يتوقفوا عن ارتكاب الخطايا، فبذلك هم عبيد الخطية، 1″إِذَنْ مَاذَا نَقُولُ؟ أَنَسْتَمِرُّ فِي الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَتَوَافَرَ النِّعْمَةُ؟ 2حَاشَا! فَنَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ 3أَمْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّنَا جَمِيعاً، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، قَدْ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِمَوْتِهِ؟ 4وَبِسَبَبِ ذلِكَ دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ. 5فَمَادُمْنَا قَدِ اتَّحَدْنَا بِهِ فِي مَوْتٍ يُشْبِهُ مَوْتَهُ، فَإِنَّنَا سَنَتَّحِدُ بِهِ أَيْضاً فِي قِيَامَتِهِ. 6فَنَحْنُ نَعْلَمُ هَذَا: أَنَّ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ فِينَا قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِكَيْ يُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيئَةِ فَلا نَبْقَى عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ فِيمَا بَعْدُ. 7فَإِنَّ مَنْ مَاتَ، قَدْ تَحَرَّرَ مِنَ الْخَطِيئَةِ. 8وَمَادُمْنَا مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ، 9لِكَوْنِنَا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ الْمَسِيحَ، وَقَدْ أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لَا يَمُوتُ مَرَّةً ثَانِيَةً، إِذْ لَيْسَ لِلْمَوْتِ سِيَادَةٌ عَلَيْهِ بَعْدُ. 10لأَنَّهُ بِمَوْتِهِ، قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْخَطِيئَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ وَبِحَيَاتِهِ، يَحْيَا لِلهِ. 11فَكَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ وَأَحْيَاءَ لِلهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.12إِذَنْ، لَا تَمْلِكَنَّ الْخَطِيئَةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ فَتَنْقَادُوا لَهَا فِي شَهْوَاتِهِ.وَلا تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ لِلْخَطِيئَةِ أَسْلِحَةً لِلإِثْمِ، بَلْ قَدِّمُوا أَنْفُسَكُمْ لِلهِ بِاعْتِبَارِكُمْ أُقِمْتُمْ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أَحْيَاءَ، وَأَعْضَاءَكُمْ لِلهِ أَسْلِحَةً لِلْبِرِّ. 14فَلَنْ يَكُونَ لِلْخَطِيئَةِ سِيَادَةٌ عَلَيْكُمْ، إِذْ لَسْتُمْ خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَة) ” رومية (16 -1 : 6 قد غُفِرَت خطايا كل مَنْ آمن به؛ فطالما آمنتَ به، فإنه سيفديك و ستحصل على الخلاص المجاني و تتبرر بالإيمان ، فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ ٱلْمُضَادِّينَ” (عبرانيين 10: 26-27) – لا يعني أني إذا آمنتَ به، لن أ صبح خاطئًا فيما بعد- لأنه هناك من يقاوم الله، ويقاوم مشيئته فلا يعني الخلاص أن الإنسان قد أصبح مملوكًا ليسوع بأكمله، بل يعني أن الإنسان لم يعد مملوكًا للخطية، وأن خطاياه قد غُفِرَت ، سيفكِّر العديد من الإخوة والأخوات الأمناء– عند قراءة هذا المقطع من الكتاب المقدَّس– كيف يخطئون نهارًا، فقط ليعترفوا ليلًا، لذا فإنهم سيشعرون بالقلق من أنهم يعيشون بحسب مشيئة الجسد هذا الجسد الممتلئ بكل شهوة من شهوات هذا العالم ” فَإِذَا مَا حَبِلَتِ الشَّهْوَةُ وَلَدَتِ الْخَطِيئَةَ. وَمَتَى نَضَجَتِ الْخَطِيئَةُ، أَنْتَجَتِ الْمَوْتَ” (يعقوب 15: 1). لأنه “لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ” (متى 7: 21) دعونا نطلب مشيئة الله دوناً عن مشيئتنا متيقنين أنَّ في مشيئته حياة. فلا خوف ولا شك ولا قلق، بعد اليوم بشأن طعام ولباس، أو بشأن التفاصيل الروتينية الخاصة باليوم التالي، كمؤمنين يطلب منا الرب أن نتدبّر أمر مسائل الحياة العملية واليومية بهدوء، واطمئنان. ويحذّرنا من القلق المفرط بشأن الأشياء المادية اليومية أو المستقبلية، ويدعونا لأن نكون ببساطة واعين وأتقياء في قراراتنا. “لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاس؟” (متى 6: 25).
إن الأولويات الحقيقية هي أن نفعل مشيئة الله، بوضع الله دائماً أوّلاً، لأن طاعة الرب الكاملة كانت جزءًا أساسيًّا من خطة الخلاص فالرب بتجسده كان دائم العمل بمشيئة الله ويخبرنا أن نعمل نحن أيضا مشيئته الكاملة لأن فيها السعادة والفرح ” أَفَهِمْتُمْ مَا عَمِلْتُهُ لَكُمْ؟ 13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. 14فَإِنْ كُنْتُ، وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ، قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ، فَعَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ. 15فَقَدْ قَدَّمْتُ لَكُمْ مِثَالاً لِكَيْ تَعْمَلُوا مِثْلَ مَا عَمِلْتُ أَنَا لَكُمْ. 16الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ هَذَا، فَطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَمِلْتُمْ بِه” (يوحنا (17-12:13.
فمن غير المنطقي أن يحتاج السيّد إلى عيش مثل هذه الطاعة ليخلّصنا، ثمّ أن يترك لنا الحرية لعمل ما يحسن في أعيننا، طالما أننا نحفظ السلوك الأخلاقي المتغير بحسب البيئة الاجتماعية و الأنظمة الإدارية فحياة مخلصنا تقنعنا أن نصلّي بدورنا “صَلُّوا لِكَيْ لَا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ ” (لوقا40: 22 ) ، فَقَالَ لَهُمْ: “مَا بَالُكُمْ نَائِمِينَ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِكَيْ لَا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ! ” (لوقا46: 22 ).
إن طريق البركة متاح للجميع لأن هذا وعد من الله و الله صادق الوعد و طرقة أعلى من طرقنا ومشيئته خير لنا من مشيئتنا لأن مشيئتنا مهما حسنت في أعيننا فهي قاصرة ( كم من واحد منا استحسن عملا أو شيئاً و هو اليوم بعيد كل البعد عنه ) فحقيقة أن لله مشيئة معيّنة، وهدف في حياة شعبه هي أحد أعظم بركات الخلاص، وحافزًا حيويًّا للورع الحقيقي الحيّ خاضعين لملك الملوك لأنه امتيازنا الأعلى ومجدنا . لنصلي قبل كل تخطيط في الحياة أن يارب لتكن مشيئتك في الأرض كما في السماء، لنصلي شكراً و نصلي فرحاً صابرين في الضيقات ممتلئين بهجةً بالرجاء بربنا يسوع المسيح رب الأرباب وملك الملوك